الرقية الشرعية
إن الرقية الشرعية هي من كلام الله تبارك وتعالى أو ذكر لأسمائه المنزهة أو صفاته التي لا حدود لها أو ماجاء في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وإن للرقية الشرعية شرطًا قد جاء به شيخ الإسلام ابن تيمية وهي أن تكون باللسان العربي المبين.
ويجب على الإنسان الذي يرقي نفسه أن يؤمن حق الإيمان بأن الرقية الشرعية لا تؤثر بذاتها وإنما بإذن الله تعالى وهذا ما أكده الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام حيث قال: (لا بأس بالرقى مالم تكن شركًا)
وإن دلالة حديث الرسول تؤكد أن كلمات الله التامات والإيمان بها لا بأس فيها لأنها تدخل الطمأنينة للقلوب فالقرآن هو العلاج الأمثل للروح وللنفس الإنسانية ولكن مع الأسف هناك من يضع السم بالعسل ليصيّر الموضوع ضربًا من الشعوذة الماكرة ليدخل الشيطان والعياذ بالله في مآربه وهذا ماقصده النبي الأعظم بالشرك.
وإن أفضل الرقى وأكثرها نفعا من كلام الله عزوجل بنفسه فالرقية لاتحتاج إلى وسيط فكلمات الله تصل من كل لسان ولعل صورة الفاتحة من أنفع ما يقرأ على المريض وذلك لما فيها من ثناء وشكر وحمد ودعاء للذات الآلهية.
أهم الإرشادات عند الرقية الشرعية
أن يكون الراقي والمرقي على طهارة تامة وأن يستقبل القبلة ويستحسن وضع اليد على الناصية أو موضع الألم ومراعاة استخدام اللفظ المناسب عن القراءة فيقول: (أرقي نفسي …) (أرقيك …) أو (أرقيكم…) حسب مقتضى الحال، وأخيرًا تجوز القراءة جهراً أو سراً.
الرقية الشرعية في القرآن الكريم
إن دستور المسلم الأول والأخير هو النص القرآني العظيم فمن محكم تنزيله ما جاء في السور القرآنية العظيمة، والرقية الشرعية في القرآن الكريم كثيرة فمن سورة الحجر وسورة النحل وسورة الإسراء وسورة الكهف إلى سورة مريم والكثير الكثير من الآيات فالله تعالى أكد في محكم تنزيله بأن ذكره محفوظ وحافظ للنفس الإنسانية من كل شر وبلاء وهو الصبر والسلوان والعزاء لكل روح هائمة في هذا العالم الأصغر، وتختم الرقية الشرعية بالمعوذات، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض الآيات القرآنية:
- (الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)) البقرة من 1 إلى 5
- (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). البقرة 285 – 286
- (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا) النساء 54
- (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) الأنعام
- (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) يونس 36
- (لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ* فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) التوبة 128- 129.
- (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) يونس 79 – 82
- (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ) يونس 103
- (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) يوسف 86
- (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب) الانشراح
الرقية الشرعية من السنة النبوية
إن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الدستور الثاني في الإسلام حيث كانت المتممة للقرآن الكريم في حياة المسلم وتشريعاته فيكمل المقال ما قد بدأه عن الرقية الشرعية وماجاء عنها في السنة النبوية:
- أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عقابه ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
- أعوذ بكلمات الله التامات كلهن من شر ما خلق.
- أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
- بسم الله -ثلاثًا-، أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات.
- بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك.
- اللهم اهدني وارزقني وعافني وارحمني.
- الله إني عبدك ابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضائك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
- اللهم برد قلبي بالثلج والبرد والماء البارد اللهم نقّي قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس.
- اللهم عافني في بدني؛ اللهم عافني في سمعي؛ اللهم عافني في بصري؛ لا إله إلا أنت. ثلاث مرات
- اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
- اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
ولم تنته كلمات الرسول عن الرقية فالأحاديث كثيرة في بطون الكتب وأماتها من الصحيح والمسند ولكن خلاصة المقال أن ذكر الله هو طب القلوب وعلاجها وعافية الأرواح والأبدان فكلام الله هو الملاذ الآمن من كل شر آت أو كيد مضمر، وللمسلم أن يدعو بما شاء من الأدعية المسنونة، أو غيرها مما يجده مناسبًا، كأن يدعو ربه بالشفاء العاجل وأن يجعل مرضه تكفيرًا لذنوبه، ومن ثم يتقرب إلى ربه بقراءة القرآن الكريم، وقراءة سورة البقرة على وجه الخصوص ففيها التحصين من شر السحرة وقد روي فيها عن رسول الله عليه الصلاة والسلام: ” تعلَّموا سورةَ البقَرةِ فإنَّ أخذَها برَكةٌ وتَرْكَها حَسرةٌ ولا تستطيعُها البطَلةُ قال ثمَّ سكَت ساعةً ثمَّ قالَ تعلَّموا سورةَ البقَرةِ وآلِ عِمرانَ فإنَّهما الزَّهراوانِ يُظِلَّانِ صاحبَهما يومَ القيامةِ كأنَّهما غَمامتانِ أو غَيايتانِ أو فَرقانِ من طَيرٍ صوافَّ”، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.
اشترك و احصل على اخر الوصفات
للحصول على اخر الوصفات اشترك معنا بادخال ايميلك
تستطيع إلغاء اشتراكك في أي وقت